في زمن أصبح فيه الوصول للناس حلمًا صعبًا، خرج شاب من قرية صغيرة في قلب الصعيد، يحمل طموحًا أكبر من سنه، وثقة بنفسه تفوق كل التوقعات. إنه توماس أيمن محفوظ، من قرية دير أبوحنس، التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا، طالب في المعهد العالي للتكنولوجيا، لكنه اختار ألا يكون مجرد رقم بين طلاب الجامعة، بل أن يصنع لنفسه اسمًا لامعًا وسط مجتمعه، ويصير بالفعل صوت الناس، فاستحق بجدارة لقب "مذيع الناس".
توماس بدأ رحلته من السوشيال ميديا، وتحديدًا من فيسبوك، حيث أطلق برنامجه "أهل البلد"، وهو برنامج اجتماعي إنساني يغوص في تفاصيل المجتمع الصعيدي وقصص الناس، ويعرض واقعهم ببساطة وصدق وشفافية. وبفضل أسلوبه العفوي والقريب من القلب، حقق البرنامج ملايين من المشاهدات خلال سنة ونصف فقط، وهو رقم مذهل يعكس التأثير الحقيقي الذي حققه في وقت قياسي.
لكن نجاح توماس لم يقتصر على الإعلام فقط. الشاب الطموح قرر يوسّع من دائرة التأثير، فأسس مشروع "بيت رياضة"، ليكون مساحة آمنة ومفتوحة للشباب لممارسة الرياضة وتفريغ طاقتهم بشكل إيجابي. لم يكتفِ بذلك، بل أنشأ أكاديمية كرة قدم للأولاد، ومن منطلق إيمانه الحقيقي بدور البنات في المجتمع، كان أول من يؤسس أكاديمية كرة قدم للبنات في دير أبوحنس، في خطوة تُعتبر ثورة مجتمعية في منطقة ريفية معتادة على النمط التقليدي.
مش بس كده، توماس محبوب جدًا من الأطفال، وله حضور مميز وسطهم، لدرجة إن الأطفال بيتعاملوا معاه كقدوة ومصدر طاقة إيجابية ليهم.
وكمان داخل الكنيسة، توماس بيقدم خدمات كتيرة جدًا، ومساهماته المستمرة خلت اسمه معروف ومحبوب وسط الناس مش بس في الشارع، لكن كمان في المجتمع الكنسي.
وبجانب كل ده، توماس محترف في مجال التصوير (الفوتوغرافيا)، بيقدّم صور فنية عالية الجودة، وبيغطي أهم المناسبات في المنطقة، من حفلات ومسابقات وأحداث عامة. اسمه بقى مرتبط بكل حدث ناجح، وكل مبادرة إيجابية بتحصل في دير أبوحنس ومحيطها. وده لأنه مش بس شاب عنده رؤية، لكن كمان عنده روح قيادية وحب حقيقي للناس.
كمان بينظم مسابقات كبرى وحفلات راقية بتكون دايمًا محط أنظار الأهالي والشباب، وبيحضرها المئات، وده بيخلي أي فعالية من تنظيم توماس تلقائيًا تتحول لحدث منتظر ومهم.
ومن التجارب اللي خاضها توماس وبتبين طموحه وإصراره، إنه شارك في اختبارات نادي الزمالك لكرة القدم سنه2018، وخاض التجربة بكل حماس، ورغم إنه ماوفقش سنة 2018 في شهر يوليو، إلا إن التجربة كانت خطوة مهمة في مسيرته ومصدر إلهام ليه إنه يكمل مشواره بنجاح في مجالات تانية.
كما انه ظهر فى شاشات الاعلام مرتين
الاولى كانت بشان الأكاديمية والثانيه كانت لنجاح البرنامج
توماس أيمن محفوظ مش مجرد مذيع أو شاب ناجح على السوشيال ميديا، ده حالة خاصة من العطاء والطموح والإيمان بالقدرة على التغيير. قدر يثبت إن النجاح مش مرتبط بالمكان أو بالموارد، لكنه نابع من الشغف والإصرار والإيمان بالرسالة. وهو دلوقتي نموذج مشرف لكل شاب مصري بيحلم يحقق ذاته، ويصنع لنفسه بصمة، مهما كانت الظروف أو التحديات.